
فكر ما الذي يحفز جنوحك نحو الكمال؛ فبغض النظر عن مدى الألم أو المشكلات الناجمة عن كونك منشداً له، لا بد أنَّ ذلك يخدمك بطريقة ما؛ لذا حاول فهم الأسباب الكامنة وراء ذلك.
لنفترض أنك تعمل على عرض تقديمي مهم للعميل، قد يقلق الشخص المثالي بداخلك من اختيار الخط ويتصبب عرقًا في كل فاصلة منقوطة، ولكن من خلال قائمة التحقق التي تذكرك بتأكيد أنك أديت الأمور بشكل صحيح وأنك تخلصت من أخطاء التحرير الأساسية، فإن ذلك كفيل بمدك بلمحة من الأمان.
وقد تؤثر هذه الصفة سلبًا على قطاع واسع من الأشخاص سواء كانوا طلبة أو موظفين أو غيرهم، إذ وجد الباحثون أن الموظفين الذين يحرصون على إتمام عملهم دون أي أخطاء، تقل إنتاجيتهم لأنهم يأخذون وقتًا أطول من غيرهم في إتمام المهمة.
إنَّهم أشخاص موهوبون، وقد ساعدهم دافعهم الدؤوب على تحقيق العديد من الإنجازات العظيمة؛ ولكن رغم أنَّ الآخرين قد يشعرون بالدهشة من إنجازاتهم، إلَّا أنَّهم يتحدثون عن الشعور بالتوتر أو أي شيء آخر إلَّا الشعور بالرضا.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
وتكمن المشكلة عند نسبة كبيرة من الناس، أنَّهم يعطون أهميّة مبالغاً بها لتوقُّعاتهم، أكثر من الأهمية التي يعطونها للواقع الذي يشكّل الملعب الحقيقي للإنسان، فنحن نعيش في الواقع، لا نعيش داخل توقّعاتنا.
كيف يمكنني التسجيل في الدورة؟ التسجيل أولاً من السعي للكمال خلال الرابط التالي:
لكنَّ المشكلة تكمن فيمن يَسجُن ذاته داخل مفهوم الكمال المطلق والمجرَّد، ولا يَعُدُّه نموذجاً للتحفيز، وهذا تقصير مجتمعيٌّ، وثقافيٌّ، وتربويٌّ، منتشر عند مختلف الطبقات، والمستويات الاجتماعية.
"لا يمكنني إلا فعل أفضل ما أنا قادر على فعله، وهذا جيد بما فيه الكفاية".
يبدو أن الكمال هدفًا مغريًا ومثيرًا للكثيرين، لكنه في الحقيقة قد يكون وهمًا يتعذر تحقيقه بشكل كامل. فالبشر ناقصون ومعرضون للخطأ وهذا جزء من طبيعتنا الإنسانية، لذلك علينا أن نتقبل هذه الحقيقة ونتعلم كيفية التعايش مع النقائص والعيوب.
يميل بعض المحلِّلين النفسيين إلى تفسير سعي الإنسان نحو الكمال، وإتقان الأعمال بالطريقة الصحيحة والمثالية، على أنّه رغبة الإنسان بإدخال الأمان إلى قلبه، ولكي يشعر بتقدير الذات، ويزيد من ثقته بنفسه ويطوّر قدراته وإمكاناته، فلا نستطيع إنكار أنَّ أكثر ما يقوِّي ثقة الإنسان بنفسه، هو إتقانه للعمل الذي يحبُّه، وحصوله على إعجاب نفسه وإعجاب الآخرين.
الكمالية في النقد الذاتي: هذا النوع من الكمال أكثر عرضة للتخويف من الأهداف التي وضعها الشخص لنفسه، فبدلاً من أن تشعرهم أهدافهم بالتحفيز، قد يشعرون غالباً باليأس، أو أن أهدافهم لن تتحقق.
وقد يستغرق ساعات في اختيار الملابس أو تصفيف شعره. كما يمكن أن يؤدي هذا النوع من الكمالية إلى اضطرابات الأكل والإدمان على ممارسة الرياضة.
تسجيل الدخول الاجتماعي لا يعمل في نوافذ التصفح المخفي والخاص. يُرجى تسجيل الدخول باسم المستخدم الخاص بك أو بريدك الإلكتروني للمتابعة.